انطلاق أعمال المؤتمر الإقليمي الأول لحماية الملكية الثقافية

بحضور سمو الأميرة دانا فراس، رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، انطلقت اليوم الاثنين، برعاية وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، أعمال المؤتمر الإقليمي الأول لحماية الملكية الثقافية بعنوان "إدارة الموقع: الاستراتيجيات والممارسات".

ويناقش المؤتمر الذي يُعقد في الفترة ما بين 5-8 أيلول الجاري في عمان ومدينة مادبا عاصمة السياحة العربية لعام 2022، ومدينة البترا، وجاء بتنظيم مشترك بين دائرة الآثار العامة ومركز البحوث الأميركي في مصر، وبالشراكة مع مجلس مراكز البحوث الأميركية في الخارج، المناهج الإقليمية لإدارة المواقع الأثرية ومدى فاعليتها في أثناء الأزمات.

وقالت سمو الأميرة دانا فراس، "تحتفل اليونسكو هذا العام بالذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي، والتي تعمل اليوم كأداة لحماية المواقع الثقافية والطبيعية ذات القيمة العالمية الاستثنائية".

وأضافت في كلمتها خلال انطلاق أعمال المؤتمر " جاءت اتفاقية التراث العالمي للاعتراف بالممتلكات التراثية والثقافية والترويج لها، وبدأت عند بناء السد العالي في أسوان في مصر، والذي كان من شأنه أن يغمر الوادي الذي يحتوي على معابد أبو سمبل".

وتابعت سموها " عام 1959، بعد نداء من حكومتي مصر والسودان، أطلقت اليونسكو حملة حماية دولية، مولت أكثر من 50 دولة الحملة، والتي كانت شهادة على أهمية المسؤولية المشتركة العالمية لحماية المواقع الثقافية البارزة".

وقالت إن هذه هي الروح التي نجتمع بها اليوم هي التزام ومسؤولية مشتركة لحماية الممتلكات الثقافية، حيث تمتد هذه المسؤولية المشتركة إلى ما وراء الحدود الجغرافية إلى المجتمع الدولي، وعبر القطاعات التي تجمع بين القطاعين العام والخاص وقطاع المجتمع المدني معًا، في شراكة لصالح حماية التراث الثقافي.

من جهته، قال الفايز، إن حماية وتطوير المواقع السياحية والأثرية، هي ركيزة العمل السياحي وعنصر هام في التنمية المجتمعية المستدامة، والتي هي جوهر عمل المنظومة السياحية في الأردن.

وبين أهمية الحفاظ على التراث الإنسانيّ التي تعد مسؤوليةٌ جماعيةٌ تتشارك بها الإنسانية جمعاء، مؤكداً أنَّ هذا التراث ملك للإنسانية يجب الحفاظ عليه وتقديمه للأجيال القادمة.

وأكد الفايز ضرورة تحويل التحديات التي واجهتنا فيما يخص حماية الممتلكات الثقافية إلى فرص نستطيع من خلالها حماية آثارنا وحضارتنا وممتلكاتنا الثقافية، مرحباً بالخبراء والمسؤولين الحكوميين المشاركين بالمؤتمر.

وقال مدير عام دائرة الآثار العامة الاستاذ الدكتور فادي بلعاوي، "تتعرض المواقع الأثرية والسياحية للعديد من العوامل الطبيعية والبشرية التي تؤثر عليها، مبيناً أنه لحماية هذا الموروث الثقافي يجب أن تكون لدى جميع الدول سياسات وممارسات عملية محددة تعتمد على التحليل العلمي والتطبيقي ضمن اطر تشاركية للعمل، تأخذ فيها المجتمعات المحلية كركيزة أساسية".

وأكد أن التشاركية مع المجتمعات المحلية هي سبيل العمل ونظرته المستدامة في الحفاظ على الموروث الثقافي، وفي إبراز الهويّة الحضاريّة الثقافية.

وأشار الاستاذ الدكتور بلعاوي الى أهمية تحديد الأولويات في أعمال حماية الموروث الثقافي وان تكون عمليات الحماية ضمن استراتيجيات علمية وعملية مرتبطة باطار زمني محدد.

وأكد ضرورة الانتباه إلى التغيرات في محيط المواقع الاثري سواء الطبيعية او البشرية وعلى راس هذه التغيرات هو التغيرات المناخية والتغيرات المرتبطة بالازمات.

كما أكد الاستاذ الدكتور بلعاوي، ضرورة وجود المجتمعات المحلية في عمليات تفسير وتقديم وحماية المواقع الاثرية بشكل فاعل وديناميكي.

وبين أهمية الانتباه إلى عمليات تقديم المواقع والاستخدام الامثل للتكنولوجيا والعمل على تطوير القواعد الرقمية لإدارة المواقع والقطع الأثرية.

من جانبه، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، " تتحمل البترا بصفتها أول موقع تراث عالمي في الأردن، مسؤولية أن تكون مثالاً يحتذى به في كيفية خدمتها للعديد أصحاب المصلحة المختلفين، لذلك يقع على عاتقنا مسؤولية ضمان أن السياح الذين يزورون البترا سيعيشون أفضل تجربة ممكنة حتى يصبحوا هم أيضًا مدافعين عن البترا.

وأضاف أن سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، تعمل ضمن مسؤوليتها على ضمان تقاسم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تجلبها السياحة الدولية مع المجتمعات المحلية، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن هذه المسؤولية تمنح المجتمعات المحلية مستقبلًا أفضل.

من ناحيتها، قالت المدير التنفيذي لمركز البحوث الأميركي في مصر الدكتورة لويز برتيني، "واجه الحفاظ على التراث الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العديد من التحديات بما في ذلك التغيير البيئي والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".

وأوضحت أن الهدف من المؤتمر، هو الجمع بين ممثلي الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والمسؤولين من المنطقة لمناقشة دراسات الحالة وتوسيع الشبكات المهنية والعمل من أجل التعاون الإقليمي في محاولة لمواجهة التحديات معًا.

ويركز المؤتمر الذي يحظى بمشاركة إقليمية لعدد من مدراء الآثار وخبراء ومسؤولين حكوميين من الأردن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، على التحديات الحالية والفرص المستقبلية بما فيها الشراكات بين القطاع العام والخاص والتعاون الإقليمي والدولي والتشريعات والأطر التي تمكّن من الإدارة الفاعلة والمستدامة للمواقع الاثرية.

وسيتضمن المؤتمر مواضيع تتعلق بالتغير المناخي وتأثيره على الآثار والخطط التي تتخذها الحكومات لمعالجة هذا التأثير، حيث يعد هذا المؤتمر استكمالا للجزء الأول الذي عقد في الفترة من 10 إلى 12 آب 2021، وسيستكمل في أواخر عام 2023 في القاهرة حول التوثيق وإدارته.

ويهدف المؤتمر للمعرفة بكيفية إدارة المواقع أثناء وما بعد الأزمات وكيفية حماية الممتلكات الثقافية، وذلك من خلال الجلسات الحوارية والنقاشات المثرية والمشاركات وعروض لواقع الحال من قبل المشاركين من الدول العربية على مدى الثلاثة أيام بواقع 7 جلسات حوارية تتمحور حول المواضيع السابقة.

ويسعى المؤتمر إلى إخراج توصيات تأطر المبادئ والاستراتيجيات المشتركة والممارسات الناجحة لتلبية الاحتياجات والتحديات في مجالات التوثيق الرقمي وإدارة المواقع في جميع أنحاء المنطقة، كما سيقدم توصيات للحفاظ على الاستراتيجيات الناجحة.

وستزور الوفود المشاركة بالمؤتمر، مدينة مادبا عاصمة السياحة العربية لعام 2022 للاطلاع على التجربة السياحية فيها وزيارة المواقع الأثرية داخلها، ومن ثم زيارة مدينة البترا الأثرية للإطلاع على تجربة إدارة الموقع الأثري عن كثب.


كيف تقيم محتوى الصفحة؟