التاريخ
يُعدُّ الأردن مهدًا للحضارات، حيث تعود أقدم الاكتشافات الأثريَّة فيه حسب العلماء إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة ، وقد تعاقبت عليه عدة حضارات بدءًا من العصور الحجريَّة وانتهاء بالعصر الإسلامي بمختلف فتراته، مرورًا بالعصور الفارسي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي.
وقد تركت كل حضارة من هذه الحضارات شواهدها من مبانٍ معمارية كالمسارح والمعابد والكنائس والمساجد والقصور والقلاع، وثقافاتها وفنونها كالتماثيل والمجسمات والنقوش ولوحات الفسيفساء والكتابات، وأساليبها التقنية في التعامل مع الماء والزراعة والصناعة والسكن.
قامت على أرض الأردن ممالك عدة عبر التاريخ كالممالك المؤابية، والأدومية، والعمونية بالإضافة إلى النبطية التي تركت نماذج معمارية وحضارية كانت مثالًا حيًّا على عظمتها ومدى رقيها الذي وصلت إليه.
كما ضم الأردن جزءًا كبيرًا من مدن الديكابولس في العصر الروماني كجرش وعمّان وطبقة فحل وقويلبة…، والتي أصبحت الآن محط نظر الباحثين والعلماء.
كما شهدت أرض الأردن عدة معارك مهّدت للفتوحات الإسلامية عبر العالم، كمعارك مؤتة وطبقة فحل واليرموك.
أما البادية الأردنية فتعد ملاذًا للقبائل العربية الشمالية، التي كشفت كتاباتهم ونقوشهم على الحجارة على امتداد الصحراء عن تواصلهم الحضاري الفاعل مع القبائل المجاورة والدول المحيطة.
العاصمة
عمّان هي عاصمة المملكة، ومركزها تجاريًّا، وإداريًّا، واقتصاديًّا، وتعليميًّا، وصحيًّا، وهي أكثر المحافظات سكّانًّا، وثالث أكبر المحافظات مساحةً.
كان للعوامل الطبيعية دور أساسي في ازدهار عمّان واختيارها عاصمة للبلاد، حيث كانت مدينة الينابيع والمياه الجارية، كما توسطت عددًا من السهول الزراعية الخصبة.
ترتفع العاصمة بمعدّل 750م عن سطح البحر، ولها خصائصها المميّزة في الموقع والعمارة المعاصرة، التي جعلتها نقطة جذب للكثير من الزوار والسياح.
الموقع و المساحة
يتميز الأردن بموقع استراتيجي بين خطي عرض 11"29 و 22"33 شمالًا، وخطي طول 59"34 و12"39 شرقًا، حيث تحدّه شمالًا سوريا بـ375كم، والعراق من الشمال الشرقيّ بـ181كم، والمملكة العربية السعودية جنوبًا وشرقًا بـ744كم، وفلسطين غربًا بـ335كم، ويصل الطول الإجماليّ لحدود الأردن البرية إلى حوالي 1,635كم، ، في حين يبلغ طول حدوده البحرية نحو 26كم، أما مساحة البلاد الإجمالية فتقدر بـ89,342كم2، تغطّي اليابسة منها 88,802كم2، والمياه 540كم2.
المناخ
للأردنّ مناخٌ متنوع بين مناخ البحر الأبيض المتوسّط في الوسط والمرتفعات الجبلية، والمناخ الصحراويّ الجافّ في البادية، تتراوح التباينات الحرارية في البلاد بشكل عام بين صفر مئوية شتاءً و40 مئوية صيفًا،، كما تتراوح كميّات الأمطار السنوية بين 800 ملم في مناطق الجبال، و50 ملم في الصحراء.
في الأردن ثلاث مناطق مناخية-جغرافية متباينة هي:
الأغوار الأردنية
وتمتدّ على طول الحدود الغربية وتشمل وادي نهر الأردن في الشمال والبحر الميت في الوسط ووادي عربة وخليج العقبة في الجنوب، وهي جزء من الوادي المتصدّع الكبير بين آسيا وأفريقيا.
البحر الميت هو أخفض نقطة تحت مستوى سطح البحر على مستوى كوكب الأرض. وخليج العقبة هو منفذ الأردن الوحيد على البحر.
المرتفعات الجبلية
تمتدّ من أم قيس شمالًا وحتى رأس النقب جنوبًا، وهي تفصل بين الأغوار غربًا والبادية المنبسطة شرقًا. تتمتّع هذه المنطقة بكميات هطل مطرية جيدة خلال السنة، ممّا جعلها مركز السكن في البلاد.
البادية الشرقية
تحتلّ 75% من مساحة المملكة، ولها امتدادها الطبيعي في كل من سوريا، والعراق، والمملكة العربية السعودية، ويسودها المناخ الصحراوي الجاف والحارّ. وهي تُقسَّم إلى البادية الشمالية، والبادية الجنوبية.
السكان
قدّر عدد سكان الأردن عام 2021م بحوالي 11.057.000 نسمة، وشغل بذلك المرتبة الثامنة والثمانين بين دول العالم في عدد السكان الذين يشكّلون ما نسبته 0.13% تقريباً من إجمالي عدد سكّان العالم، وبناءً على ذلك تكون الكثافة السكانيّة فيه نحو 124.5 نسمة لكل كيلومتر مربع.
يتركّز معظم السكان في الوسط والشمال، حيث المناخ المعتدل. بينما يشكل العرب الغالبية العظمى من السكان إلى جانب أقليات أخرى كالشركس، والشيشان، والأكراد، والأرمن، والدروز.
السياحة
يعد القطاع السياحي في الأردن أداة فعالة في رفد ورفع الدخل القومي ودعم قطاعات اقتصادية أخرى وتنميتها، وما يتبع ذلك من زيادة في فرص العمل تحسين في مستوى معيشة المواطن، ومن جهة أخرى أصبحت السياحة مصدر نهضة تنموية وفكرية كبيرة في المجتمع الأردني، نجمت عن اختلاط أفراد المجتمع بالعديد من المجاميع السياحية ذات اللغات والثقافات والعادات والمعتقدات المختلفة.
كما يبرز دور السياحة كأداة فعالة في إظهار الصورة الحقيقية للأردن على المستوى الدولي.