عَقدت منظمة السياحة العالمية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في عمان، اليوم الاثنين، ورشة عمل "قائدات المستقبل في القطاع السياحي".
ويأتي تنظيم هذه الورشة ضمن مشروع سنتر ستيج "Centre Stage"، الذي ستعمل من خلاله إدارات السياحة الوطنية والمؤسّسات السياحية المُشارِكة على تنفيذ خطّة عمل ممتدّة على عامٍ كامل، تتضمّن سلسلة من التدابير الملموسة الرامية إلى زيادة فُرَص تمكين المرأة، والتي ستدعمها المنظّمات غير الحكومية المحلّية والمنظّمات المهنية، وستُرافِقها منظّمة السياحة العالمية عبر مجموعة من الفعّاليات التدريبية وجاهياً وعن بٌعد.
وتعرف المشاركون والمشاركات خلال الورشة التي عقدت اليوم في عمان وستعقد يوم الأربعاء في مدينة البترا، على السبل التي من شأنها تسهيل وصول المرأة الأردنية إلى سوق العمل بالقطاع السياحي وريادة الأعمال ومنحها المزيد من الثقة والأدوات التي تمكنها من العمل في هذا المجال مع تغيير النظرة المجتمعية السائدة عن هذا القطاع الاقتصادي المهم، وإبراز دوره كأداة إنمائية فاعلة توفر فرصاً لمشاركة المرأة في القوى العاملة.
بدوره، قال أمين عام وزارة السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، إن التعاون بتنظيم مشروع "سنتر ستيج" جاء إيماناُ من الوزارة، بضرورة تمكين المرأة العاملة والمنتجة في القطاع السياحي وتنمية قدراتها المهنية والوظيفية وتفعيل دورها في صنع القرار وتسهيل وصولها، وخلق ثقافة مؤسسية تعزز دورها في السياحة.
وأكد أهمية توفير الظروف اللازمة على المستوى المؤسسي لتسهيل السياحة المراعية للنوع الإجتماعي، وتذليل التحديات التي تعيق المشاركة الاقتصادية للمرأة في القطاع السياحي، وكسر الحواجز التي تستبعد النساء من الحصول على فرص عمل متكافئة في القطاع، لتكون تجربة المرأة الأردنية نموذجاً ومقياساً دولياً وقصة نجاح ملهمة لتمكين المرأة في القطاع السياحي.
وبين الدكتور حجازين أن وزارة السياحة والآثار وبالتزامن مع هذا المشروع، وضعت في بداية العام الحالي خطة عمل حيوية تتضمن العديد من البرامج والمشاريع التي تعزز إدماج النوع الاجتماعي وزيادة مشاركة المرأة وتمكينها في القطاع السياحي، وذلك من خلال المديرية الجديدة المستحدثة في الوزارة والمعنية بتمكين المجتمعات المحلية وبخاصة الشباب والمرأة.
وأوضح أن الخطة التي سيجري العمل عليها خلال الخمسة أعوام المقبلة، تتضمن محاور التشغيل والتوظيف، المأسسة، التمكين الاقتصادي، التعليم والتدريب، والقيادة، لافتا الى الخطة وضعت بالتشاور مع ممثلين من الجمعيات السياحية المتخصصة والنساء العاملات بالقطاع وصاحبات مشاريع صغيرة ومتوسطة.
ودعا الدكتور حجازين المرأة الاردنية، الى التوجه للعمل في القطاع السياحي بشكل مباشر او غير مباشر من خلال العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة داخل المواقع والاماكن السياحية وفي محيطها، وعبر العديد من المجالات كالحرف والمهن اليدوية والتقليدية والاعمال الفندقية والدلالة السياحية والمطابخ الانتاجية وغيرها من المشاريع، التي يمكن ربطها بشكل مباشر بالمسارات السياحية بالمملكة.
وقال "ايمانا من وزارة السياحة والآثار بدعم هذه المشاريع قامت الوزارة بربطها مع برنامج السياحية الداخلية " أردننا جنة "، للمساهمة في اشراك المرأة والمجتمع المحلي في تحقيق التنمية السياحية واثراء تجربة الزائر وتمكين المجتمعات المحلية".
من جانبها، قالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية، بسمة الميمان، إنه تم اختيار الأردن في منطقة الشرق الأوسط لتكون بداية انطلاق مراحل مشروع "سنتر ستيج" لينطلق بعد ذلك في أقاليم أخرى حول العالم، مؤكدة أن تجربة المرأة الأردنية ستشكل نموذجًا دوليًا وقصة نجاح ملهمة لتمكين المرأة.
وأكدت إلتزام منظمة السياحة العالمية بصفتها وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، بتعزيز الأثر الإيجابي لتنمية السياحة على حياة المرأة، من خلال تحقيق الهدف الخامس للتنمية المستدامة - "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الجميع النساء والفتيات".
وأشارت الميمان الى أن المنظمة منذ عام 2007، ومن خلال إدارة الأخلاقيات والثقافة والمسؤولية الاجتماعية وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومجموعة من الشركاء الخارجيين في جميع أنحاء العالم، تعمل على إبراز قضايا النوع الاجتماعي في مقدمة قطاع السياحة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين الدول الأعضاء وتشجيعها على تعميم قضايا المساواة بين المرأة والرجل في سياسات السياحة الخاصة بكل منها.
وأكدت التزام منظمة السياحة العالمية، بتعزيز تمكين المرأة في قطاع السياحة والعمل في الأردن لرؤية جيل جديد من النساء يقودن هذا القطاع نحو مستقبل مزدهر ومستدام وأكثر مساواة.
وأعربت الميمان عن شكرها لوزارة السياحة والآثار، على الدعم والتعاون في أثناء فترة الإعداد للمشروع، وعن تقديرها لجهود فريق عمل الوزارة على حسن الاستضافة وإتاحة هذه الفرصة المتميزة والضرورية لتزويد المرأة بالريادة التي تستحقها في السياحة.
ودعت الى ضرورة نشر فكرة أن السياحة بمثابة أداة قوية تساعد على تمكين المرأة، مبينة أن القطاع السياحي أداة إنمائية توفر فرصا لمشاركة المرأة في القوى العاملة، وريادة الأعمال النسائية، والقيادة النسائية بشكل أفضل مما تتيحه القطاعات الاقتصادية الأخرى.
من جهتها، قالت نائبة ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن عائشة مختار، إن الاستثمار في المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، يساهم في النمو الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة للمجتمعات، لافتة الى أهمية ورشة العمل في بناء القدرات عبر قطاع السياحة وضمان تمكين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص من توفير المزيد من الفرص لتمكين المرأة في المنطقة.
وأكدت أهمية إيجاد الفرص للمرأة للمشاركة في عمليات القيادة وصنع القرار لتصبح رائدة في مجال السياحة في المستقبل، وكذلك ضمان وضع احتياجاتهم وأولوياتهم في قلب السياسات والبرامج والاستراتيجيات السياحية.
وقالت مختار، إن دعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لمشروع "سنتر ستيج" هو جزء لا يتجزأ من تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية للمنظمة ودعم تحقيق الدول الأعضاء لأهداف التنمية المستدامة بحلول الموعد النهائي لعام 2030.
وتابعت " نفخر بدعم عمل زملائنا وشركائنا في هذا المشروع حتى نتمكن معًا من التركيز على النهج المتكامل لإعادة بناء قطاع السياحة في الأردن بطريقة مستجيبة للنوع الاجتماعي ومنصفة بين الجنسين".
مديرة مشروعات الترويج للمشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الموجهة نحو التوظيف في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ديانا هولمان، قالت إن المعاملة الاقتصادية المتساوية للمرأة التي تمثل نصف سكان العالم لا تفيد المرأة نفسها بحسب انما تفيد الاقتصادات والمجتمعات ككل في الاردن وفي قطاع السياحة، مشيرة الى ان القطاع السياحي سيظل على الارجح احد اهم القطاعات الاقتصادية في المملكة .
وأكدت أن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تعمل بتعاون وثيق وتوافق مع الشركاء في الأردن والشركاء الدوليين، معربة عن تقديرها لوزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص الاردني والجمعيات المحلية بالاضافة الى المنظمات غير الحكومية.
وقالت هولمان، إنه من خلال تظافر الجهود والعمل كشركاء سنتعلم من بعضنا البعض ونحدث فرقا في معاملة اقتصادية اكثر مساواة للمرأة، ما ينعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد والمجتمع الاردني.
وجرى خلال الورشة التي جرى تنظيمها بالتشارك مع جامعة عَمون التطبيقية ومؤسسة إرادة، التعرف على حقوق العمل في قطاع السياحة في الأردن، وكيفية الاحتفاظ بالموظفات في شركات السياحة، اضافة الى الإستماع لقصص وتجارب أكثر النساء الأردنيات إلهامًا في المجال السياحي والمجالات الأخرى المختلفة .
يشار الى أن مشروع "سنتر ستيج" ينفذ في أربع دول أعضاء بمنظمة السياحة العالمية هي :الأردن، كوستاريكا، وجمهورية الدومينيكان، والمكسيك، وانطلقت مراحل المشروع من الأردن.